وهي أكثر من هذا [١] . فاستعدى الزبرقان عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنشده الأبيات فقال: ما أسمع هجاء وإنما هي معاتبة، فقال الزبرقان: أو ما بلغ من مروءتي إلا أن آكل وأشرب؟ فدعا حسان فسأله عن الشعر فقال: ما هجاه ولكن سلح عليه.
«٢٤٦» - ولما قتل جعفر بن يحيى بكاه أبو نواس وجزع عليه وقال: اليوم والله ذهبت المروءة والأدب، فقيل له: أتقول هذا وقد كنت تهجوه وتقطعه من قبل؟
فقال: ذاك لركوب الهوى. أيكون أكرم من جعفر وقد رفع إليه صاحب الخبر أني قلت:[من الطويل]
ولست وإن أطنبت في وصف جعفر ... بأول إنسان خري في ثيابه
فوقّع في رقعته: يدفع إليه عشرة آلاف درهم يغسل بها ما ذكر أنّه نال ثيابه.
وكان أبو نواس مائلا إلى الفضل بن الربيع ومنحرفا عن البرامكة.
[١] زاد هنا في ر: ومثل بيت الحطيئة قول آخر: اني وجدت من المكارم حسبكم ... ان تلبسوا حرّ الثياب وتشبعوا واذا تذوكرت المكارم مرة ... في مجلس أنتم به فتقنعوا