قالوا: وكان الأقيشر الأسدي أبرص، ولذلك سمّوه الأقيشر [١] .
وكان مع ذلك يهجو البرصان بالبرص. وقد فعل ذلك بأيمن بن خريم وغيره. وكان الأقيشر يلعب بالحمام [٢] ، ويشرف في جوف منزل أبي الصّلت الثّقفى [٣] . وكان إذا طيّر الحمام يصفر بفيه ويصفّق بيديه. وإن سقط فرخ على حائط جاره رماه. فقال أبو الصّلت:
بطن العظاية كم تمكو على شرف ... وكم تراجم جار البيت من كثب [٤]
فالمكو: صفير أو شبيه بالصفير. وكان من عمل أهل الجاهليّة، قال الله عز وجل: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً [٥] .
وقد ذكر غيره المكو حيث يقول:
[١] سبقت ترجمته في ص ٩١ من المنسوخ. [٢] انظر للعب بالحمام الحيوان ١: ٢٩٧/٢: ٣٦٧/٣: ٢، ١٩٢، ٢٥٦. [٣] أبو الصلت: كنية طريح بن إسماعيل الثقفي. نشأ في دولة بني أمية، واستنفد شعره في الوليد بن يزيد، وأدرك طرفا من دولة بني العباس، مات في أيام المهدي سنة ١٦٥. والصلت: ولده، ماتت أمه وهو صغير فطرحه إلى أخواله بعد موت أمه. وفيه يقول: بات الخيال من الصّليت مؤرّقي ... بقرا السّراة مع الرّباب الملثق الشعراء ٦٧٨- ٦٧٩، والأغاني ٤: ٧٤- ٨٢، ومعجم الأدباء ١٢: ٢٢- ٢٥ طريح، بضم الطاء كزبير. قال التبريزي في شرح الحماسة: «يجوز أن يكون تصغير طرح، من قولك. طرحت الشيء طرحا، أو طارح، أو طروح، أو طريح ونحو ذلك» . وقد اقتبس هذا من كلام ابن جني في المبهج ٥٥- ٦٦. [٤] الشرف: ما علا من الأمكنة. والرجم: الرمي بالحجارة. [٥] الآية ٣٥ من سورة الأنفال.