ومن ذلك قول إسحاق بن دينارويه المتطّبب لابن عبد الملك:
حاجتي أن ترفع المتّكأ عن يمينك، وتخرج العدس من مطبخك [٢] .
قالوا: لو هرب هارب من حرب أو سبع أو ما أشبه ذلك، وقد ترك نفسه على سومها ولم يستكرهها على غير سجيّتها، فإنّ ذلك الهارب لا يوجد إلّا في الشّق الأيسر [٣] ، إلّا أن يخرج لسانه، فإنه إن أخرجه من حاقّ وهل الجنان [٤] ، أو من حاقّ الجدّ والاجتهاد، فإنّه يعدل به إلى يمينه عن شماله [٥] .
وكذلك الثّور إذا هرب من الكلاب. ولذلك قال عبدة بن الطّبيب [٦] :
[١] انظر مثيل هذا النص للجاحظ في الحيوان ٥: ٥١٢ مع عزو هذا القول إلى «أبي عتاب» . [٢] انظر ما مضى. [٣] في الحيوان ٥: ٥١٣: «وليس في الأرض هارب من حرب أو غيرها استعمل الحضر، إلا أخذ على يساره، إلّا إذا ترك عزمه وسوم طبيعة» . [٤] حاقّ الأمر: شدّته. وللجاحظ ولوع باستعمال هذا اللفظ. انظر فهرس اللغة في كتاب الحيوان ٨: ١٣٥. والوهل: الفزع والخوف.. [٥] أنظر مثل هذا في الحيوان ٥: ٥١٣- ٥١٤. [٦] عبدة بن الطبيب، وأسم الطبيب يزيد، بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم، وشهد مع المثني بن حارثة قتال هرمز سنة ١٣. الإصابة ٦٣٨٦، والأغاني ١٨: ١٦١- ١٦٤، والشعراء ٧٢٧- ٧٢٨. وله المفضليتان ٢٦، ٢٧.