فزعم كما ترى أنّه إذا كان في السّلم فهو لا يحتاج مع الكفاية والأعوان إلى ابتذال نفسه في حوائجه، وإذا كان في الحرب فهو فارس يبلغ جميع إرادته.
وما ضرّ- أكرمك الله- هرثمة بن أعين، ونصر بن شبث وغيرهما من الرّؤساء المحاربين المقربين [٣] الذى كان يمنعهم من المشي؛ إذ كانوا على ظهور الخيل أمثال العقبان.
وذكر سيّار بن رافع الليثيّ عرج أوفى بن موءلة بعد أن اكتهل، وكان له صديقا، فقال:
رأيت أوفى بعيدا، لست من كثب ... في الدّار يمشي على رجل من الخشب [٤]
جعلت للعرج مجدا لم يكن لهم ... وللقصار مقالا آخر الحقب
[١] البيتان أيضا مما لم يرد في ديوان أبي طالب. [٢] أي الخمسة من الرجال. والأنف هنا بمعنى المقدّم. والعاطس: الأنف. [٣] المقرب، عنى به المكرم المقرب، وأصله في الخيل المقربة: التى تدني وتقرب وتكرم. [٤] الكثب: القرب. أي رأيته من بعد، لا من قرب. وفي الأصل: «بعيد الشث» .