وكان كثير البسط، عزيز النّفس؛ حكى لى صاحبنا علاء (١) الدّين الأسفونىّ قال: لمّا توفّى بدر الدّين ابن شمس الدّين ابن السّديد بأسنا، ركب جمال الدّين (٢) من أرمنت وورد أسنا، ليعزّى والده ويعود مخفّفا، فاتّفق أن أدركته الجمعة، فأرسل إليه شمس الدّين جبّة هنديّة تساوى مائتى درهم ليصلّى فيها، فلمّا خرج من الجامع، حلف عليه أنّه لا يعيدها، قال علاء الدّين: فقلت له: ما أحسن قول فلان:
تجمّل أقواما سوانا ثيابنا … وتبقى لنا إن يلبسوها صنائع
فقلعها ورمى بها إلىّ وقال: خذها لا جعل الله لك فيها بركة … ، فأخذتها …
وله نظم سائر، منه ما أنشدنيه بعض أصحابنا عنه من قصيدة أوّلها: