لئن جمع الله شملى به … سجدت لمن باللّقا قدّرا
مرادى زيارته يقظة … فإن لم يكن فبطيف الكرى
/ نقمت على عزمة عاقها … إلى الهاشمىّ صعاب الذّرا
هو المصطفى المجتبى المرتضى … يقينا وحقّا بغير امترا
وصلت الثّريا بمدحى له … ومن قبل كنت لقى فى الثّرى
لأوصافه أرج طيّب … يفوق النّسيم إذا ما سرى
ينال الرّضا من يصلّى عليه … ويشرب إن كثّر الكوثرا
عليه صلاة شذا عطرها … إذا ذكرت تفضح العنبرا
وأنشدنى ابنه كمال الدّين عبد الرّحمن عنه هذه القصيدة، وأظنّ أنّى سمعتها منه:
أبدا (١) تحنّ لقربك الأظعان … وتهيم إن ذكر الحمى والبان
ويحثّها وجد بها لمنازل … قد حلّ فيها الأمن والإيمان
يا سعد عرّج بالمطىّ لروضها … فبعرفه قد أرشد الظّعان
وارفق بها فلقد غنيت بشوقها … عن سوقها لمّا بدت نعمان (٢)
أو ما علمت بأنّ أحمد قصدها … من سيرها لا الروض والغدران
يا زائرى قبر النبىّ محمد … بشراكم فقراكم الغفران
هنّوا نواظركم بزورة قبره … ها أنتم لمحمد جيران
طبتم وحقّ جماله بجواره … عيشا وزالت عنكم الأحزان
يا محصرا عن سيره لجنابه … أين النّواح ودمعك الهتّان
أمسيت مثلى عاصيا ومخلّطا … لا نستقيل وعاقنا العصيان
(١) سقط الشعر كله من النسخة ز.
(٢) انظر الحاشية رقم ٦ ص ١٩٨.