إنّا إلى الله ممّا نابهم فلقد … غطّى على السّمع لمّا ناب والبصر
يا أهل ودّى ما فى العيش بعدكم … حصول حالات لذّات لمنتظر
يا أهل ودّى لقد عوّضت بعدكم … عن لذّة النّوم فيكم مؤلم السّهر
لهفى على جيرة أودى الزّمان بهم … فليس عن فعله فيهم بمعتذر
[لهفى عليهم إذا مرّ ادّكارهم … وخصّنا بشذى من عرفه العطر
لهفى عليهم إذا ضوء الصباح دنا … وجاءنا بتباشير من السّحر]
لهفى عليهم إذا غنّت مطوّقة … على الغصون فألهتنا عن الوتر
قد هان كلّ عزيز بعد فقدهم … فلست أشفق من دمعى على بصرى
مضوا وخلّفت فى قوم طويتهم … على ملالهم (١) فى الورد والصّدر
أنا ابن بجدتها فى كنه حالهم … فاسأل جهينة كى يأتيك بالخبر
حلبت يا صاح درّ الدّهر أشطره … قدما فأدركت طعم الشّهد والصّبر
فهم سواسية فيما (٢) علمت كأس … نان الحمار فكن منهم على حذر
المرء فيهم بثوبيه يفضل لا … بأصغريه لسوء الرّأى والنّظر
وقيمة الرّجل المرموق ما ملكت … يداه لا ما حوى بالعقل (٣) والفكر
وذنب مثلى إليهم فى الورى عدمى … ومثل ذنبى إليهم غير مغتفر
وقد صبرت على مكروه فعلهم … دون البريّة حتّى لات مصطبر
وهى قصيدة طويلة جيّدة الشّعر.
وأنشدنى أيضا من شعره قصيدة أوّلها:
من بنى الدّهر عصبة كالحمير … فدع الشّعر والقهم بالشّعير
لا تخاطبهم جهارا إذا ما … رمت أن يفهموا بغير الصّفير
(١) فى ا: «ملامهم».
(٢) فى س: «كما».
(٣) فى س: «بالفضل».