قال الدكتور حاكم العبيسان في الفرقان:«ولا خلافَ بين الأئمة وسلفِ الأمة على أنه إن كان الخارجُ عدلًا - كالحسين بن علي وابن الزبير - والإمامُ جائرًا - كيزيد - أنه يحرمُ القتالُ مع الجائر»(٢).
هذه مبالغة من حاكم العبيسان، ولا يستغرَبُ من مثلهِ هذه الاندفاعات والحماسات والمبالغات
والردُّ عليه - باختصار - من جهتين:
الجهة الأولى: الأدلة الشرعية:
الدليل الأول: قال عرفجة الأشجعي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنه ستكونُ هَناتٌ وهَنات، فمَن أرادَ أن يفرِّقَ أمرَ هذه الأمة وهي جميعٌ، فاضربوهُ بالسَّيفِ كائنًا مَنْ كان»(٣).
الدليل الثاني: قال أبو سعيد الخدري قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا بويعَ لخليفتين فاقتلوا الآخرَ منهما»(٤).
(١) تقدم (ص: ١٦٧). (٢) (ص: ٧١). (٣) سبق تخريجه (ص: ١٩١). (٤) أخرجه مسلم (١٨٥٣).