الاستئلاف والرحمة والرفق الأثر الكبير في حياة هذا الأعرابي وغيره، فقد قال بعد أن فقه - كما تقدم - وفي رواية الإمام أحمد: فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ بأبي وأمي، فلم يسبَّ، ولم يؤنِّبْ، ولم يضرب (١).
فقد أثَّر هذا الخلق العظيم في حياة الرجل (٢).
المثال الرابع: مع معاوية بن الحكم: عن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: «بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني، لكني
(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة، باب الأرض يصيبها البول كيف تغسل ١/ ١٧٥، برقم ٥٢٩، وتقدم تخريجه عند أحمد. (٢) انظر: فتح الباري ١/ ٣٢٥، وشرح النووي ٣/ ١٩١، وعون المعبود شرح سنن أبي داود ٢/ ٣٩، وتحفة الأحوذي، شرح سنن الترمذي ١/ ٤٥٧.