عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخيَّر بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بُحَّةٌ (١)[شديدة] يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: ٦٩] قالت: فظننته خُيِّر حينئذ» (٢).
وفي رواية عنها رضي الله عنها أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: "إنه لم يقبض نبي قط حتى يُرى مقعده من الجنة ثم يخيَّر" قالت: فلما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم (٣) ورأسه على فخذي غُشِيَ عليه ساعة ثم أفاق
(١) البُحةُ: غِلظٌ في الصوت. انظر: شرح النووي ١٥/ ٢١٩. (٢) البخاري برقم ٤٤٣٦, ٤٤٣٧, ٤٤٦٣, ٤٥٨٦، ٦٣٤٨, ٦٥٠٩, ومسلم برقم ٢٤٤٤. (٣) وفي البخاري ((فلما اشتكى وحضره القبض)) رقم ٤٤٣٧.