أولًا: عموم رحمته صلى الله عليه وسلم للإنس والجن، والمؤمنين والكافرين والحيوان:
قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: ١٠٧]، فالمؤمنون به صلى الله عليه وسلم قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وغيرهم كفرها، وبدَّلوا نعمة الله كفرًا، وأبوا رحمة الله ونعمته (١). قال ابن عباس رضي الله عنهما:(من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف)(٢).
قال الإمام الطبري رحمه الله: (أولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي رُوي عن ابن عباس: وهو أن الله أرسل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم: مؤمنهم
(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان، للسعدي، ص٥٣٢. (٢) أخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان، ١٨/ ٥٥٢.