وكان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في معاملته للمسلمين جَمِيعًا أَخًا مُتَوَاضِعًا ومُعلِّمًا حَلِيمًا، بَلْ كَانَ أَبًا رَحِيمًا، فإذا ما أراد أَنْ يُعَلِّمَ أصحابه بعض الآداب خاطبهم ألين الخطاب وأحبه إلى نفس المخاطب، فيقول مثلاً:«إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الوَالِدِ إِذَا أَتَيْتُمْ الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا»(٤) وإذا ما أعجب أصحابه به، وحاول بعضهم الثناء عليه أو اطراءه أبى ذلك وقال:«لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»(٥)، فلم يرض أن يرفعوه عن درجة البشر ويعظموه، وما كان ينتظر منهم جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا.
(١) انظر " عيون الأخبار ": ص ١١٧ جـ ٢، ذَكَرَ حَدِيثًا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قال: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الأُغْلُوطَاتِ». قال الأوزاعي: «يَعْنِي صِعَابَ المَسَائِلِ». (٢) كذا في النص. (٣) " فتح الباري " في حديث عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: ص ٣٨٥ و ٣٨٦ جـ ٧. (٤) " مسند الإمام أحمد ": ص ١٠٠ حديث ٧٣٦٢ جـ ١٣ ونحوه في " فتح الباري ": ص ٢٥٥ جـ ١. (٥) " مسند الإمام أحمد ": ص ٢٢٦ حديث ١٦٤ جـ ١ بإسناد صحيح عن ابن عباس عن عمر عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.