وقد يقول قائل: إن هذه الأدلة تتناول أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذين كانوا معه قبل الفتح، وأما من أسلم بعد الفتح فلا دليل على عدالتهم، فأسوق جَوَابًا له قول الدكتور محمد السماحي: «وأما مسلمة الفتح والأعراب الوافدون على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهؤلاء لم يتحملوا من السنة مثل ما تحمل الصحابة الملازمون لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومن تعرض منهم للرواية كحكيم بن حزام، وَعَتَّابٍ، وغيرهم عرفوا بالصدق والديانة، وغاية الأمانة على أنه ورد ما يجعلهم أفضل ممن سواهم، من القرون بعدهم كقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " خَيْرُ [النَّاسِ] قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ " وهو حديث صحيح مروي في " الصحيحين " وغيرهما بألفاظ
(١) " الكفاية ": ص ٤٨، وانظر " الجامع الصغير ": ص ٥٤ جـ ١. (٢) " صحيح مسلم ": ص ١٩٦١ جـ ٤، وانظر " تلقيح فهوم أهل الأثر ": ص ٢٦: ب. وانظر " تيسير الوصول إلى جامع الأصول ": ص ٢٢٦ - ٢٦١ جـ ٣ حيث أخرج كثيرًا عن الإمام مالك والشيخين وأصحاب السنن في فضل الصحابة.