قوله تعالى:{عَادًا الْأُولَى}[النجم: ٥٠] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بعدم التنوين على الدال وتشديد اللام مضمومة، ويسمى النقل، واختلف عن قالون في همز الواو: فقرأ بهمزة ساكنة، وأيضًا بواو ساكنة، والباقون بالتنوين على الدال وإسكان اللام وبعد اللام همزة مضمومة؛ فيجتمع ساكنان: التنوين، واللام؛ فيكسر التنوين لالتقاء الساكنين، وإذا قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب: بالنقل وهو يكون في حال الوصل والابتداء، فإذا وقف من قرأ بالنقل على "عاد"، ابتدأ بهمزة الوصل "ألولى" وأيضًا: بغير همزة الوصل "لُولَى"، ووجه ثالث، وهو "الأُلَى" إلا ورش، فليس له هذا الوجه الثالث؛ لأنه لا يقرأ في الوصل والابتداء إلا بالنقل (١).
= الثانية، فهو مصدر صدر عن غير لفظ "ينشى" ولو صدر عن لفظ "ينشى" لقال: الإنشاءة الآخرة، والتقدير فيه: ثم الله ينشى الأموال، فينشؤون النشأة الآخرة، فهو مثل قوله: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: ٣٧]، ومثل قوله: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: ٨] ومثل قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: ١٧] (شرح طيبة النشر ٥/ ١٢٦، النشر ٢/ ٣٤٣، المبسوط ص ٢٤٣، السبعة ص ٤٩٨، التيسير ص ١٧٣، الغاية ص ٢٣١، زاد المسير ٦/ ٢٦٥). (١) قال ابن الجزري: وعادًا الأولى فعادًا لولى مدًا حماه مدغمًا منقولا وخلف همز الواو في النقل بسم وابدأ لغير ورش بالأصل أثم … وابدأ بهمز الوصل في النقل أصل (٢) قال ابن الجزري: نون فرع واعكسوا ثمود ها هنا والعنكبا الفرقان بمج ظبي فنا والنجم نل في ظنه (ينظر شرح ابن الناظم: ٢٥٧) من نون جعله اسمًا مذكرًا لحي أو رئيس وحجتهم في ذلك المصحف لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف فإن سأل سائل فقال: قوله: {وآتينا ثمود الناقة} من موضع نصب فهلا نون كما نون سائر المنصوبات الجواب أن هذا الحرف كتب في المصحف بغير ألف والاسم المنون إذا استقبله ألف ولام جاز ترك التنوين كقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ} (حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ٣٤٥، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٦٩، النشر ٢/ ٢٩٠، الغاية ص ١٧٥، معاني القرآن ٢/ ٢٠، إيضاح الوقف والابتدا ص ٣٦٢). (٣) قال النويري في شرح طيبة النشر (٤/ ٣٦٩): كل من وقف بألف ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت =