قوله تعالى:{اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ}[٣٨] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وقالون،
(١) اختلف القراء في خمسة وثلاثين موضعًا؛ فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {لَعَلِّي}، بيوسف: ٤٦، وطه: ١٠، والمؤمنون: ١٠٠، وموضعي القصص: ٢٩، وغافر: ٣٦، وقد سبق أن وضحنا ذلك في أكثر من موضع قبل عدة صفحات (وانظر: شرح طيبة النشر ٣/ ٢٦٤ - ٢٧١، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ١٤٥). (٢) قال ابن الجزري: أطلع ارفع غير حفص وتوجيه قراءة حفص بالنصب: أنها على الجواب لـ "لعل"، لأنها غير واجبة كالأمر والنهي، والمعنى: إذا بلغت اطلعت، كما تقول: لا تقع في الماء فتح، معناه في النصب، إن وقعت في الماء سبحت، ومعناه في الرفع: لا تقع في الماء ولا تسبح. (٣) ووجه الرفع: أنه عطف على ابلغ، أي أبلغ فأطلع، ومعناه في النصب، إن وقعت في الماء سبحت، ومعناه في الرفع: لا تقع في الماء ولا تسبح، فالتقدير: لعلي أبلغ ولعلي أطلع، كأنه توقع أمرين على ظنه (النشر ٢/ ٣٦٥، شرح طيبة النشر ٥/ ٢٠٧، المبسوط ص ٣٩٠، التيسير ص ١٩١). (٤) قرأ المذكورون لفظ {وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} بالرعد، و {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} بغافر بضم الصاد، قال ابن الجزري: واضمم صدوا وصد لطول كوف الحضرمي وحجة مَن ضمّ الصاد انه أسند الفعل إلى المفعول، على ما لم يُسمّ فاعله، فأقيم {الَّذِينَ حُمِّلُوا} على المصدر مقام الفاعل، وفاعل الصدّ هم أشراف الكفار وكبراؤهم، وفي كافر قبل {وَصُدَّ} {زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ} على ما لم يُسمّ فاعله، فحمل {وَصُدَّ} على ذلك أيضًا. (٥) وحجة من فتح الصاد أنه بناء على الإخبار عن الصادّين الناس عن سبيل الله، دليله قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الحج: ٢٥] وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: ١٦٧]، وقوله: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ} [الفتح: ٢٥] فأسند الفعل في جميع ذلك إلى الصّادين (النشر ٢/ ٢٩٨، المبسوط ص ٢٥٥، الغاية ص ١٨٣، السبعة ص ٣٥٩، إعراب القراءات ١/ ٣٢٩، المحرر الوجيز ٣/ ٣١٤، زاد المسير ٤/ ٣٣٣، وتفسير ابن كثير ٢/ ٥١٦).