وقد دُكر اسم الفرد) -أيضًا- في إحدى روايات حديث الوليد بن مسلم في تعداد الأسماء الحسني عند أبي نعيم (١)، وسرْدُ الأسماء الحسني بعد حديث:"إن لله تسعة وتسعين اسمًا … " مدرج كما بيَّن ذلك العلماء" (٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن التسعة والتسعين اسمًا لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأشهر ما عند الناس فيه حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة. وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث" (٣).
فلا يجوز بعد هذا تسمية الله -عز وجل- بالفرد لضعف الأحاديث الواردة.
ويجوز إطلاق ذلك عليه تعالى على سبيل الإخبار؛ لأن معناه ثابت لله -عز وجل- وهو أنه منفرد بالإبداع والتدبير.
ولهذا فقد استعمله ابن القيم -رحمه الله- في حق الله في قوله عنه تعالى: "هو الملك لا شريك له، الفرد فلان له، والغني فلا ظهير له، والصمد فلا ولد له ولا صاحبة له .... الخ" (٤).
= للتميمي (ص ٢٣٦) .. (١) انظر: جزء فيه طرق حديث "إن لله تسعة وتسعين اسمًا" لأبي نعيم، تحقيق الشيخ مشهور سلمان. (٢) انظر: "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى" للدكتور محمد بن خليفة التميمي (ص ٨٩ وما بعدها) حيث نقل أقوال العلماء في هذا. (٣) مجموع الفتاوي (٢٢/ ٤٨٢). (٤) صحيح الوابل الصيب (ص ١٢٢) وقد تعقبه الشيخ سليم الهلالي دون تفريق بين التسمية والإخبار، الذي لا يخفى على مثل ابن القيم رحمه الله.