فما الحبّ إلّا حبّ ذي الطَّوْل والغِنَى … وأملاكه والأنبياء وأُولي التقوى
وخيرة رُسُل الله أفضل خلْقه … محمد الهادي إلى جنّة المأوى (١)
رسول وَصُول مجمّل متفضّل … فلامثله في الوصل والفضل والجدوى
بشيرٌ نذيرٌ رحمةٌ نعمةٌ هدًى … سراجٌ منيز غايةٌ في التُقى قُصوَى
رؤوفٌ (٢) عطوفٌ ليس بالفظّ ليّنٌ … وفي الحرب ليثٌ لا يطاق ولا يُقوَى
جميلُ المُحيّا، أزهرُ اللون، رَبْعةٌ … وسيمٌ، قسيئم، ملجأ لأُولي اللأْوَى
وفيٌّ، زكيٌّ، كاملُ الخلق والحِجَى … وليس له في العِلم والحِلْم من شَروى
على السيّد المولى (٣) الشفيع وآله … وأصحابه أهل المَبرَّة والتقوى
سلامٌ بتبليغ المُنَى متكفّل … وبالرفع في الدارين للنوء (٤) والبلوى
ومما أنشدنيه أيضاً قال: أنشدنيه الشيخ رضي الله عنه لنفسه:
يا صاح من رُزق التُقى وقلا (٥) الدنا … نال السعادة والكرامة والغِنا (٦)
فاصرفْ هوى دنياك واصرم حبلها … دار البلايا والرزايا والعَنَا
وودادها رأس الخطايا كلّها … ملعونةٌ طوبى لمن عنها انثنا (٧)
لا تغْترر بغرورها فمتَاعُها … عرَضٌ مُعَدّ للزوال وللفَنَا
لعِبٌ ولهْوٌ، زينةٌ وتفاخرٌ … لاتخدعنّك جناها (٨) مُرّ الجَنا
خدّاعةٌ، غدّارةٌ، مكّارةٌ (٩) … ما بلّغت لخليلها قطّ المنا (١٠)
اليوم عندك جاهُها وحُطامُها … وغدًا تراه بكف غيرك مقتنا (١١)
فاقبل نصيحةَ مخلصٍ واعمل بها … يُدنيك من رضوان ربك ذي الغنا (١٢)
(١) حتى هنا في نيل الإبتهاج.
(٢) في الأصل: "روف".
(٣) في المجمع المفنّن ١/ ٢٥١ "الولي".
(٤) هكذا في الأصل. وفي المجمع المفنّن: "للسوء".
(٥) في الأصلْ "وقلى".
(٦) في المجمع المفنّن: "نال الكرامة والسعادة والغِنَى"، ومثله في نيل الإبتهاج.
(٧) هكذا، والصواب: " انثنى".
(٨) في نيل الإبتهاج ٥٦ "جنانها".
(٩) في نيل الإبتهاج ٥٦ "نكّارة".
(١٠) هكذا، والصواب: "المنى".
(١١) هكذا، والصواب: "مُقتنى".
(١٢) هكذا، والصواب: "الغِنى".