وفيه في يوم الإثنين سابع ربيع الآخر المبارك، (أعيد)(١) شيخ الإسلام قاضي القضاة الشيخ بدر الدين العَيْني، رحمه اللَّه، إلى وظيفة الحسبة بالقاهرة على عادته الأولى بعد صرف الأمير تَنَم من عبد الرزاق الذي وُلّي نيابة الشام بعد ذلك، وخُلع على البدر بذلك، ونزل في موكب حافل إلى الغاية ومعه الأعيان، وكان يوماً مشهوداً أظهر فيه الناس، ولا سيما العوام، الفرح الزائد به إلى الغاية.
ثم لما استقرّ به الجلوس بمنزله أمر مناديه أن ينادي بإبطال ما أُحدث على الباعة من الجمع وغير ذلك من الكُلف، فابتهل الناس بالدعاء له (٢).
[قدوم صاحب شاه رُخ](٣)
وفيه وقعت البطاقة ببرج الحمام من القلعة وفيها الخبر بوصول رسول شاه رُخ الذي بقي بعد أن مات رفيقه بغزّة، وترك ولداً حضر مع الباقي. وكان له ما سنذكره (٤).
[[خروج ولد السلطان لاستقبال الرسول]]
وفيه خرج المقام الناصري محمد ولد السلطان وصُحبتُه جماعة من الأعيان للقاء القاصد المذكور. وكان تقدّم أمر السلطان بزينة القاهرة لحضور هذا القاصد، فزُيّنت زينة عامّة أعظم من زينة المحمل وفوقها.
[[دخول الرسول القاهرة]]
وفيه في يوم السبت سادس عشرينه، وصل الرسول المذكور فدخل القاهرة ومعه ولد السلطان، وقعد الخلق لرؤيته وكثر الازدحام بأمكنة ممر الرسول