للحصار لها على ما قدّمناه فشل وضاقت عليهم أنفسهم، وبعثوا يطلبون المدد، وجهّز السلطان إليهم المدد فلم يدركهم إلّا وقد رجعوا بعد أن حصل بينهم الاختلاف والخلل والفتنة على آدابهم في مثل ذلك، فإن العساكر المصرية كثيرة الاختلاف، ولو عددنا ما لهم من الاختلافات في مثل هذه الأمكنة والمَحَالّ لطال المجال، ولما توجّه إليهم المدد وبلغهم رجوعهم رجعوا هم أيضاً.
وفيه في أواخره تتابع دخول العسكر الغازي، وجاؤوا (١) أرسالاً شيئاً فشيئاً، وآخر من وصل منهم الأمير إينال الأجرود مقدَّم العسكر دخل إلى ثغر الإسكندرية في أواخر جمادى الآخرة (٢).
[[شهر رجب]]
[[الطواف برؤوس عرب الكنوز]]
وفيها في يوم الخميس ثاني شهر رجب أحضر إلى القاهرة عدّة رؤوس (٣) مقطَّعة من عرب الكنوز وطيف بهم القاهرة على الرماح، وكان قد توجّه إليهم العسكر السلطاني قبل ذلك في شهر ربيع الآخر (٤).
(القبض على بُردُبَد العجمي)(٥)
وفيه في رابعه قدم بُرْدُبَك العجمي نائب حماة إلى القاهرة، فلما طلع إلى القلعة وقبّل الأرض بين يدي السلطان نهره وتغيّظ عليه، وأمر بأن يُقبض عليه، ثم أمر به أن يُسجن بالبرج من قلعة الجبل، ففُعل به ذلك، ثم أُخرج بعد ذلك إلى ثغر الإسكندرية فسُجن بها، وكان سبب ذلك كائنة اتفقت له مع أهل حماة وقتل فيها جماعة عديدة منهم (٦).