قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثنا عياش بن عباس، عن عيسى بن هلال الصَّدفي، عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أقرئني يا رسول الله. قال (١) له: "اقرأ ثلاثا من ذات الر". فقال له الرجل: كبر سني واستد (٢) قلبي، وغَلُظ لساني. قال:"فاقرأ من ذات (٣) حم"، فقال مثل مقالته الأولى. فقال:"اقرأ ثلاثا من المسبحات"، فقال مثل مقالته. فقال الرجل: ولكن أقرئني -يا رسول الله-سورة جامعة. فأقرأه:(إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا)"حتى إذا فرغ منها قال الرجلُ: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليها أبدًا. ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله ﷺ: "أفلح الرويجل! أفلح الرويجل! " ثم قال: "عَلَيّ به". فجاءه فقال له: "أمرْتُ بيوم الأضحى جعله الله عيدا لهذه الأمة". فقال له الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا مَنيحَة أنثى فأضحي بها؟ قال: "لا ولكنك تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذاك تمام أضحيتك عند الله، ﷿".
وأخرجه أبو داود والنسائي، من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ (٤) به (٥).
وقال الترمذي: حدثنا محمد بن موسى الحَرشي البصري: حدثنا الحسن بن سلْم (٦) بن صالح العجلي، حدثنا ثابت البُناني، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: "من قرأ " إِذَا زُلْزِلَتِ " عدلَت له بنصف القرآن". ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن سلم (٧)(٨).
وقد رواه البزار عن محمد بن موسى الحرشي، عن الحسن بن سلم (٩) عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " تَعدلُ ثلث القرآن، و " إِذَا زُلْزِلَتِ " تَعدلُ ربع القرآن". هذا لفظه.
وقال الترمذي أيضا: حدثنا علي بن حُجْر، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يمان بن المغيرة العنزي، حدثنا عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ" إِذَا زُلْزِلَتِ " تَعْدلُ نصف القرآن، و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " تعدل ثلث القرآن، و " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " تعدل ربع القرآن". ثم قال: غريب، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة (١٠).
(١) في م: "فقال". (٢) في م: "واشتد". (٣) في أ: "من ذوات". (٤) في أ: "المقبري". (٥) المسند (٢/ ١٦٩) وسنن أبي داود برقم (١٣٩٩) وسنن النسائي (٧/ ٢١٢). (٦) في أ: "مسلم". (٧) في م، أ: "مسلم". (٨) سنن الترمذي برقم (٢٨٩٣). (٩) في م، أ: "مسلم". (١٠) سنن الترمذي برقم (٢٨٩٤).