وقال ورقة بن نوفل لرسول الله ﷺ:[إنه](٢) لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي (٣)
وقوله:(شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ) بدل من (عَدُوًّا) أي: لهم أعداء من شياطين الإنس والجن، ومن هؤلاء وهؤلاء، قبحهم الله ولعنهم.
قال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة في قوله [تعالى](٤)(شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ) قال: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين، يوحي بعضهم إلى بعض، قال قتادة: وبلغني أن أبا ذر كان يوما يصلي، فقال النبي ﷺ:"تَعَوَّذ (٥) يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن". فقال: أو إن من الإنس شياطين (٦)؟ فقال رسول الله (٧)ﷺ: "نعم".
وهذا منقطع بين قتادة وأبي ذر (٨) وقد روي من وجه آخر عن أبي ذر، ﵁، قال (٩) ابن جرير:
حدثنا المثنى، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة، عن ابن (١٠) عائذ، عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله ﷺ في مجلس قد أطال فيه الجلوس، قال، فقال:"يا أبا ذر، هل صليت؟ ". قال: لا يا رسول الله. قال:"قم فاركع ركعتين". قال: ثم جئت فجلستُ إليه، فقال:"يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ ". قال: قلت: لا يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال:"نعم، هم شر من شياطين الجن".
وهذا أيضا فيه انقطاع (١١) وروي متصلا كما قال الإمام أحمد:
حدثنا وَكِيع، حدثنا المسعودي، أنبأنى أبو (١٢) عمر الدمشقي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال: أتيت النبي ﷺ وهو في المسجد، فجلست فقال:"يا أبا ذر هل صليت؟ ". قلت: لا. قال:"قم فصل". قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال:"يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن". قال: قلت يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال:"نعم". وذكر تمام الحديث بطوله.
وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مَرْدُوَيه في تفسيره، من حديث جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، ثلاثتهم عن المسعودي، به (١٣)
(١) زيادة من م، أ، وفي هـ: "الآية". (٢) زيادة من م، أ. (٣) رواه البخاري في صحيحه برقم (٣) ومسلم في صحيحه برقم (١٦٠) من حديث عائشة، ﵂. (٤) زيادة من أ. (٥) في م: "تعوذت". (٦) في م، أ: "لشياطين". (٧) في م، أ: "قال النبي". (٨) تفسير عبد الرزاق (١/ ٢٠٩). (٩) في أ: "وقال". (١٠) في م: "أبي". (١١) تفسير الطبري (١٢/ ٥٣). (١٢) في أ: "ابن أبي". (١٣) المسند (٥/ ١٧٨) وقال الهيثمي في المجمع (١/ ١٦٠): "فيه المسعودي وهو ثقة وقد اختلط".