تنفي الرياح القدى عنه وأفرطه … من صوب عادية بيض يعاليل (١)
فيا لها خلة لو أنها صدقت … بوعدها أو لو آن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها … فجع وولع وإخلاف وتبديل (٢)
فما تدوم على حال تكون بها … كما تلون في أثوابها الغول
وما تمسك بالعهد الذي زعمت … إلا كما يمسك الماء الغرابيل
فلا يعرنك ما منت وما وعدت … إن الأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا … وما مواعدها إلا الأباطيل (٣)
أرجو وآمل أن تدنو مودتها … وما لهن أخال الدهر تعجيل (٤)
أمست سعاد بأرض لا تبلغها … إلا العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة … فيها على الابن إرقال وتبغيل (٥)
من كل نضاحة الذفري إذا عرقت … عرضتها طامس الاعلام مجهول (٦)
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق … إذا توفدت الحزان والميل (٧)
ضخم مقلدها فعم مقيدها … في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
حرف أخوها أبوها من مهجنة … وعمها خالها قوداء شمليل (٨)
يمشي الفراد عليها ثم يزلقه … منها لبان وأقراب زهاليل (٩)
عيرانة قذفت بالنحض عن عرض … مرفقها عن بنات الزور مفتول (١٠)
فنواء في حريتها للبصير بها … عتق مبين وفي الخدين تسهيل (١١)
(١) الصوب: المطر. اليعاليل: الحباب الذي يعلو وجه الماء.
(٢) سيط: أي خلط بلحمها ودمها.
(٣) عرقوب: رجل اشتهر باخلاف الوعد، فضرب به المثل في ذلك.
(٤) في ابن هشام: وما أخال لدينا منك تنويل.
(٥) عذافرة: الناقة الصلبة العظيمة. والارقال والتبغيل: ضربان من السير السريع.
(٦) النضاخة: الغزيرة. الذفرى: النقرة التي خلف أذن الناقة.
(٧) المفرد: الثور الوحشي الذي تفرد في مكان. اللهق: الأبيض.
(٨) الشمليل: الخفيفة والسريعة. والحرف: الناقة الضامرة أو الصلبة والقوية.
وفي ابن هشام قبله بيتان:
غلباء وجناء علكوم مذكرة … في دفها سعة قدامها ميل
وجلدها من أطوم ما يؤيسه … طبلح بضاحية المتنين مهزول
(٩) الأقراب: الخواصر. والزهاليل: جمع زحلول وهو الأملس.
(١٠) العيرانة: الناقة النشيطة السريعة. بنات الزور: ما يتصل بالصدر مما حوله من الأضلاع وغيرها.
(١١) قنواء: محدودبة الانف وهو عيب في الفرس، وقد قاله الشاعر في موضع المدح