قال فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة الطيب فسموا بيوت المطيبين، هذا حديث غريب جدا … وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا محمد بن هشام، ثنا موسى بن عبد الله، ثنا عمر بن سعيد، عن سعيد عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا مر في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب، وقالوا: مر رسول الله في هذا الطريق، ثم قال: وهذا الحديث رواه أيضا معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يعرف بريح الطيب (١) كان رسول الله ﷺ طيبا وريحه طيب وكان مع ذلك يحب الطيب أيضا … قال الإمام أحمد: ثنا أبو عبيدة عن سلام أبي المنذر عن ثابت عن أنس أن النبي ﷺ قال: " حبب إلي النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة " ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا سلام أبو المنذر القاري عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ إنما حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة … وهكذا رواه النسائي بهذا اللفظ عن الحسين بن عيسى القرشي، عن عفان بن مسلم، عن سلام بن سليمان أبي المنذر القاري البصري عن ثابت عن أنس فذكره … وقد روي من وجه آخر بلفظ: " حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة، وليس بمحفوظ بهذا فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا وأنما هي من أهم شؤون الآخرة. والله أعلم.
[صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه ﷺ]
قال البخاري: ثنا محمد بن عبيد الله، ثنا حاتم عن الجعيد (٢) قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه مثل زر الحجلة، وهكذا رواه مسلم: عن قتيبة ومحمد بن عباد كلاهما عن حاتم بن إسماعيل به … ثم قال البخاري: الحجلة من حجلة الفرس الذي بين عينيه، وقال إبراهيم بن حمزة: رز الحجلة. قال أبو عبد الله الرز الراء قبل الزاي (٣) … وقال مسلم: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال: لا بل كان المثل الشمس والقمر وكان مستديرا، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده … حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن حزم، ثنا شعبة، عن سماك، سمعت جابر بن سمرة قال: رأيت خاتما في ظهر رسول الله ﷺ كأنه بيضة حمام … وحدثنا ابن نمير، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا حسن بن صالح،
(١) كذا بياض بالأصل، وفي الأعمش عن إبراهيم: يعرف برائحة الطيب إذا أقبل. (٢) من البخاري، وهو الجعيد بن عبد الرحمن بن أويس. (٣) رز الحجلة: بيض الحجلة.