كانوا أمام المؤمنين دريئة … والشمس يومئذ عليهم أشمس (١)
نمصي ويحرسنا الاله بحفظه … والله ليس بضائع من يحرس
ولقد حبسنا بالمناقب محبسا … رضي الإله به فنعم المحبس
وغداة أوطاس شددنا شدة … كفت العدو وقيل منها يا احبسوا
تدعو هوازن بالاخوة بيننا … ثدي تمد به هوازن أيبس
حتى تركنا جمعهم وكأنه … عير تعاقبه السباع مفرس
وقال أيضا ﵁:
من مبلغ الأقوام أن محمدا … رسول الاله راشد حيث يمما
دعا ربه واستنصر الله وحده … فأصبح قد وفى إليه وأنعما
سرينا وواعدنا قديدا محمدا … يؤم بنا أمرا من الله محكما
تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا … مع الفجر فتيانا وغابا مقوما (٢)
على الخيل مشدودا علينا دروعنا … ورجلا كدفاع الآتي عرمرما
فإن سراة الحي إن كنت سائلا … سليم وفيهم منهم من تسلما
وجند من الأنصار لا يخذلونه … أطاعوا فما يعصونه ما تكلما
فإن تك قد أمرت في القوم خالدا … وقدمته فإنه قد تقدما
بجند هداه الله أنت أميره … تصيب به في الحق من كان أظلما
حلفت يمينا برة لمحمد … فأكملتها ألفا من الخيل ملجما
وقال نبي المؤمنين تقدموا … وحب إلينا أن نكون المقدما
وبتنا بنهي المستدير ولم يكن … بنا الخوف إلا رغبة وتحزما
أطعناك حتى أسلم الناس كلهم … وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما (٣)
يضل الحصان الأبلق الورد وسطه … ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما
سمونا لهم ورد القطا زفه ضحى … وكل تراه عن أخيه قد أحجما
لدن غدوة حتى تركنا عشية … حنينا وقد سالت دوامعه دما
إذا شئت من كل رأيت طمرة … وفارسها يهوي ورمحا محطما
وقد أحرزت منا هوازن سربها … وحب إليها أن نخيب ونحرما
(١) دريئة: الكتيبة المدافعة.
(٢) الغاب: هنا الرماح.
(٣) يلملم: ميقات الحاج القادم من جهة اليمن، وهو جبل على مرحلتين من مكة.