برجال لستم أمثالهم … أيدوا جبريل نصرا فنزل (١)
وعلونا يوم بدر بالتقى … طاعة الله وتصديق الرسل
وقتلنا كل رأس منهم … وقتلنا كل جحجاح رفل (٢)
وتركتا في قريش عورة … يوم بدر وأحاديث المثل
ورسول الله حقا شاهدا … يوم بدر والتنابيل الهبل
في قريش من جموع جمعوا … مثل ما يجمع في الخصب الهمل (٣)
نحن لا أمثالكم ولد آستها … نحضر البأس إذا البأس نزل
قال ابن إسحاق: وقال كعب يبكي حمزة ومن قتل من المسلمين يوم أحد ﵃
نشجت وهل لك من منشج … وكنت متى تدكر تلجج
تذكر قوم أتاني لهم … أحاديث في الزمن الأعوج
فقلبك من ذكرهم خافق … من الشوق والحزن المنضج
وقتلاهم في جنان النعيم … كرام المداخل والمخرج
بما صبروا تحت ظل اللواء … لواء الرسول بذي الأضوج (٤)
غداة أجابت بأسيافها … جميعا بنو الأوس والخزرج
وأشياع أحمد إذ شايعوا … على الحق ذي النور والمنهج
فما برحوا يضربون الكماة … ويمضون في القسطل المرهج
كذلك حتى دعاهم مليك … إلى جنة دوحة المولج
وكلهم مات حر البلاء … على ملة الله لم يحرج
كحمزة لما وفى صادقا … بذي هبة صارم سلجج (٥)
فلاقاه عبد (٦) بني نوفل … يبربر كالجمل الأدعج
فأوجره حربة كالشهاب … تلهب في اللهب الموهج
ونعمان أوفى بميثاقه … وحنظلة الخير لم يحنج (٧)
عن الحق حتى غدت روحه … إلى منزل فاخر الزبرج
(١) أيدوا جبريل: قال أبو ذر: أي أيدوا بجبريل.
(٢) الجحجاح: السيد، رفل: الذي يجر ثوبه خيلاء.
(٣) الهمل: الإبل المهملة التي تترك في المرعى دون راع.
(٤) الأضوج جمع ضوج: جانب الوادي.
(٥) السلجج: المرهق.
(٦) يريد به وحشي قاتل حمزة.
(٧) لم يحنج: لم يحد عن وجه الحق ولم يمل عما أراده.