في الواقع أمامي حفظكم الله ستة بحوث وأقدم اعتذاري بأن هذه البحوث ما وصلني منها في المملكة إلا بحث واحد، والباقي لم يصلني ولم أطلع عليه إلا هذا اليوم، ولا شك أنني وأنا أقدم أو أعرض هذه البحوث أعترف بتقصيري وأعتذر لأخوتي الباحثين فيما يتعلق بتقصيري في عرض بحوثهم، وأسال الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم، ولكن يشفع لي أن بحوثهم لدى إخوتي أعضاء المجمع وخبراء المجمع، ولا شك أنها بحوث لها قيمتها ولها اعتبارها، إلا أن هذا العرض الذي سيكون مني لا يفي بأي بحث، ولكنني في الواقع يشفع لي أن البحوث لديكم.
في الواقع كما تفضل الرئيس بأن محور هذه الجلسة هو استثمار موارد الأوقاف (الأحباس) ، وقد قدم فيها مجموعة بحوث ذكرت في الدليل وهي ستة بحوث:
أحدها بحث محبكم، وهو بحث بعنوان:(الأوقاف؛ أحكامها، أقسامها، مواردها، مصارفها) . هذا البحث المقدم من محبكم يبدأ بتوجيه الإسلام أهله إلى العناية بمقتضيات الأخوة الإسلامية، وما تستلزمه هذه المقتضيات من محبة وأخوة وتعاطف وتعاون، ومن ذلك البذل المالي في سبيل مشاركة الفقراء إخوانهم الأغنياء في تأمين متطلبات الحياة، ومن ذلك الصدقة والزكاة والصلة والوقف والوصية. هذا أولا.
ثانيا: نظرة الإسلام إلى المال وأنه وسيلة لا غاية، وأنه ضد تكدس الأموال في أيدي قلة من الناس:{كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}[الحشر: ٧] ، وتوجيهاته نحو توزيع المال حسب المقتضى الشرعي - انظر البحث - وذلك في تفتيت الثروات وتوزيعها على أكبر قدر ممكن من المسلمين.