وأموالَهم، وأعراضَهم، وحسابُهم على الله -عز وجل-» (١).
ثانيًا: أنها السبب الأول للتوفيق والسعادة، والفلاح والنجاح في الدين والدنيا والآخرة، وهي سُلَّم الوصول إلى معالي الأمور، وسفينة النجاة، وبوابة الخير، ومفتاح التيسير.
ثالثًا: أنها من أعظم أسباب العون على أمور الدين والدنيا والآخرة، واستقامة الأحوال، قال تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[البقرة: ٤٥]، وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٣]، «وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبَهُ أمرٌ صلَّى»(٢).
ولما أخبر ابن عباس -رضي الله عنهما- وهو في سفرٍ بموت أخيه «قُثَم» استرجع، ثم تنحى عن الطريق فأناخ، فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[البقرة: ٤٥](٣).
رابعًا: أن حفظها وإقامتها من أعظم أسباب التوفيق لحفظ ما سواها من أمور الدين، وتقوى الله، والهداية لكل خير، قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة ١، ٢]، وقال تعالى: {الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [لقمان ١ - ٤]، وقال تعالى:{وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ}[الأنعام: ٧٢]، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}[الأعراف: ١٧٠]، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ}[الشورى: ٣٨]، وقال تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ}[الأنبياء: ٧٣].
(١) سبق تخريجه قريبًا. (٢) أخرجه أبو داود في الصلاة (١٣١٩)، وأحمد ٥/ ٣٨٨ (٢٣٢٩٩) من حديث حذيفة -رضي الله عنه-. وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (١١٩٢). (٣) أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» ١/ ٢٩٤ (٣٩٨)، والطبري في «جامع البيان» (١/ ٦٢٠)، وابن عساكر في «تعزية المسلم عن أخيه» (١٣). قال الحافظ في «الفتح» (٣/ ١٧٢): «أخرجه الطبري في «تفسيره» بإسناد حسن».