(١ - ١٠٠٤) أخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا آبو يحيى بن آبى نسر، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدى، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعون اسماً مائة غير واحد من حفظها، أو من أحصاها دخل الجنة»(١).
روى حبان بن نافع بن صخر، هذا الحديث عن ابن عيينة بإسناده مثله.
(. . .) ثم ذكر حبان أن داود بن عمرو سأل ابن عيينه أن يملى عليه التسع والتسعين اسماً - مائة إلا واحد - من كتاب الله عز وجل، فوعد أن يخرجها، قال: فلما أن طالت سألنا أبا زيد فأملى علينا، فأتينا سفيان فعرضنا عليه، فنظر فيها أربع مرات فقال: هى هذه، فقلنا: اقرأ علينا، فقرأ فى فاتحة الكتاب خمسة أسماء: يا الله، يارب، يا رحمن، يا رحيم، يا ملك.
وفى البقرة ستة وعشرون اسما: يا حفيظ، يا قدير، يا عظيم، يا حكيم، يا تواب، يا بصير، يا واسع، يا بديع، يا سميع، يا كافى، يا رؤوف، يا شاكر، ياالله، يا واحد، يا مقتدر، يا حليم، يا فاطر، يا باسط، الله لا إله إلا هو، يا حى، يا قيوم، يا على، يا عظيم، يا ولى، يا غنى، يا حميد.
وفى آل عمران أربعة أسماء: يا قائم، يا وهاب، يا سميع، يا خبير.
وفى النساء ستة أسماء: يارقيب، يا حسيب، ياشهيد، يا عفو، يا مغيث، يا
(١) تخريجه، رواه البخارى (٦٤١٠)، وفى غير موضع، ومسلم (٢٦٧٧). قال الخطابى: «من أحصاها دخل الجنة» فى الاحصاء أربعة وجه: أحدها - وهو الظاهر: الاحصاء الذى هو بمعنىِ العد، يريد: أنه يعدها ليستوفيها حفطا، فيدعو ربه بها، كقوله سبحانه. وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً [الجن: ٢٨]. والوجه الثانى: أن يكون الاحصاء بمعنى الطاقة، كقوله - سبحانه - عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [المزمل: ٢٠] أى: لن تطيقوه. والوجه الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة، فيكون معناه أن من عرفها، وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة مأخوذ من الحصاة، وهى العقل. والوجه الرابع: أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القران حتى يختمه فيستوفى هذه الأسماء كلها فى أضعاف التلاوة، فكأنه قال: من حفظ القران وقرأه فقد استحق دخول الجنة. «شأن الدعاء» (ص ٢٧ - ٢٩).