يقول: يارب! آلم تجرنى من الظلم؟، قال: يقول: بلى. قال: فإنى لا آجيز على نفسى إلا شاهداً منى، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين عليك شهوداً، قال: فيختم على فيه، ويقال لأركانه: انطقى، فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بعداً لكن، وسحقاً (١)، عنكن كنت أناضل» (٢) رواه شريك عن عبيد المُكتب.
(٦٨ - ٦٨٤) أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع بمصر، ومحمد بن محمد الأزهر النجار، قالا: ثنا على بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن منهال ح.
وأخبرنا الحسن بن جعفر الزيات بمصر، ثنا يوسف بن يزيد، ثنا أسد بن موسى، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:«يقول الله عز وجل يوم القيامة: يابن آدم! ألم أحملك على الخيل والإبل وأرزقك النساء وجعلتك ترأس وتربع؟ قال: فيقول: بلى، فيقول الله عز وجل: فأين شكر ذلك».
(٦٩ - ٦٨٥) أخبرنا محمد بن محمد بن يوسف (٣)، ومحمد بن أحمد بن عمرو، قالا: ثنا تميم بن محمد الطوسى، أخبرنا عثمان بن أبى شيبة، اخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقول الله عز وجل: ألم أجعل لك مالاً وولداً، وسخرت لك الأنعام، والخيل، والإبل، وأذرك ترأس، وتربع (٤)، قال: فيقول: بلى يارب، قال:
هل ظننت أنك تلقانى فى يومك هذا؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيختم على فيه، ويقال لفخده انطقى، قال: فذلك الذى يعذر منه نفسه ويغضب عليه»، وروى مالك عن سعيد، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، وعن أبى سعيد، عن النبى صلّى الله عليه وسلم إلى قوله:«وإنك ملاق، فيقول: لا، فيقول: اليوم أنساك كما نسيتنى»(٥) رواه ابن خزيمة عن عبد الله بن محمد الزهرى عنه.
(١) سحقا: بعداً بعدّا، ومكان سحيق، أى: بعيد. «النهاية» (٣٤٧/ ٢). (٢) تخريجه، رواه مسلم (٢٩٦٩). (٣) أبو النضر الطوسى، تقدمت ترجمته. (٤) «ألم أذرك تربع وترأس»، أى: تأخذ ربع الغنيمة، يقال: ربعت القوم أربعهم: إذا أخذت ربع اموالهم، مثل عشرتهم أعشرهم، يريد الم اجعلك رئيساً مطاعاً؛ لأن الملك كان يأخذ الربع من الغنيمة فى الجاهلية دون اصحابه. «نهاية» (١٨٧/ ٢). (٥) تخريجه، رواه مسلم (٢٩٦٨)، وابن خزيمة فى «التوحيد» (١٥٤، ١٥٥)، والشرمذى (٢٤٢٨).