[تقوم الساعة على شرار الناس]
ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، يَتَسَافَدُونَ فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ (١)، هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟، فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأمُرُنَا؟، فَيَأمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ (٢). وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، لَا يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ (٣)، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ.
(١) أي: يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك.(٢) (أَلَيَات): جَمْع أَلْيَة، وَالْأَلْيَةُ: الْعَجِيزَة، وَجَمْعهَا أَعْجَاز. و (ذُو الْخَلَصَةِ): صَنَمٌ كَانَتْ تَعْبُدُهُ دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ وهي قَرْيَة بَيْنَ الطَّائِف وَالْيَمَن، بَيْنَهُمَا سِتَّة أَيَّام.(٣) لا يستجيب دعاءهم لقبح حالهم وسوء صنيعهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute