عن السدي:(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) ، وذلك حين يقول تعالى ذكره:(وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ، [سورة آل عمران: ٨٣] وذلك حين يقول: (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينََ.) ، [سورة الأنعام: ١٤٩] يعني: يوم أخذ منهم الميثاق، ثم عرضهم على آدم عليه السلام. (١)
١٥٣٧٢ - قال: حدثنا عمر، عن أسباط، عن السدي قال: أخرج الله آدم من الجنة، ولم يهبط من السماء، ثم مسح صفحة ظهره اليمنى، فأخرج منه ذريته كهيئة الذرِّ، أبيض، مثل اللؤلؤ، (٢) فقال لهم: ادخلوا الجنة برحمتي! ومسح صفحة ظهره اليسرى، فأخرج منه كهيئة الذر سودًا، (٣) فقال: ادخلوا النار ولا أبالي! فذلك حين يقول: "أصحاب اليمين وأصحاب الشمال"، ثم أخذ منهم الميثاق، فقال:(ألست بربكم قالوا بلى) ،، فأطاعه طائفة طائعين، وطائفة كارهين على وجه التقية. (٤)
(١) (١) الأثر: ١٥٣٧١ - ((عمرو بن طلحة)) ، هو ((عمرو بن حماد بن طلحة القناد)) ، من أكثر الرجال دوراناً في التفسير، مضى برقم: ١٦٨، وكان في المطبوعة هنا وفي الذي يليه ((عمر بن طلحة)) ، وهو خطأ صرف. وهذا الخبر، جزء من خبر طويل رواه ابن عبد البر في التمهيد (ملحق بكتاب التقصى) : ٣٠٣، ٣٠٤، بإسناده عن محمد بن عبد الله بن سنجر، عن عمرو بن حماد، عن نصر بن نصر الهمذانى، عن السدي، عن أصحابه = قال عمرو: وأصحابه: أبو مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمذانى، عن ابن مسعود، وعن نا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)) . وخرجه السيوطي في الدر المنثور ١: ١٤١، مطولاً، ولم ينسبه إلى غير ابن عبد البر في التمهيد. وانظر الأثر التالي رقم ١٣٥٧٣. (٢) في المطبوعة: ((فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ، كهيئة الذر)) ، وهو موافق لما رواه ابن أبي عبد البر، ولكنى أثبت ما في المخطوطة. وأما ما رواه أبو جعفر في التاريخ فهو: ((فأخرج منه ذرية كهيئة الذر بيضاً مثل اللؤلؤ)) ، بالجمع ((بيضاً)) . (٣) في المطبوعة: ((فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر)) ، وهو مطابق لما في التمهيد لابن عبد البر، ولكنى أثبت ما في المخطوطة، وهو مطابق لما رواه أبو جعفر في التاريخ. (٤) الأثر: ١٥٣٧٢ هذا الخبر السالف لدى ابن عبد البر في التمهيد (ملحق بكتاب التقصي: ٣٠٣، ٣٠٤، مطولا ورواه ابن جعفر في تاريخه مختصرا بلفظ هذا ١:٦٨.