أسعى لأطلبه والرّزق يطلبني ... والرّزق أكثر لي منّي له طلبا
قوله تعالى:{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}(٢٤)؛أي قد أتاك يا محمّد أضياف إبراهيم عليه السّلام الذي أكرمهم بخدمته وقيامه بين أيديهم، قال ابن عبّاس ومقاتل:(معنى الآية: قد أتاك ولم يكن إذ ذاك آتاك إيّاه)(١)،وقوله تعالى (المكرمين) يعني عند الله.
وذكر ابن عبّاس:(أنّ أضياف إبراهيم: إسرافيل وجبرائيل وميكائيل)(٢).وقال مقاتل:(يعني بقوله (المكرمين) أي أكرمهم إبراهيم فأحسن عليهم القيام، وكان لا يقوم على رأس ضيف، فلمّا رأى هيئتهم حسنة قام هو وامرأته سارة لخدمتهم) (٣).
وقال الكلبيّ:(أكرمهم بالعجل).قال صلّى الله عليه وسلّم:[من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت](٤).
قوله تعالى:{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ؛} وهم جبرائيل ومعه من الملائكة، قال ابن عبّاس ومقاتل:(كانوا اثنى عشر ملكا)(٥)،وقال محمّد بن كعب:(كانوا سبعة ما خلا جبرائيل)،وقال عطاء:(كانوا ثلاثة: جبرائيل وميكائيل وإسرافيل)(٦).
قوله تعالى:{فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}(٢٥)؛معناه: سلّموا عليه سلاما. وقيل: قالوا أسلم سلاما؛ كأنّهم آنسوه من الوجل. فقال سلام منكم؛ أي أمنت بما جاءني من السّلام. قوله تعالى: {(قَوْمٌ مُنْكَرُونَ)} أي إنه لم يعرفهم لأنه ظنّ أنّهم من الإنس.
(١) في التفسير: ج ٣ ص ٢٧٧؛قال مقاتل: (يعني قد أتاك يا محمد حديث ضيف إبراهيم). (٢) قاله مقاتل في التفسير: ج ٣ ص ٢٧٧.وفي الجامع لأحكام القرآن: ج ١٧ ص ٤٤؛ قال القرطبي: (زاد عثمان بن حصين: وروفائيل عليهم السّلام). (٣) قاله مقاتل في التفسير: ج ٣ ص ٢٧٧. (٤) تقدم وهو حديث صحيح. (٥) ذكره البغوي في معالم التنزيل: ص ٦٢٤. (٦) هذه الأقوال أيضا ذكرها البغوي في معالم التنزيل: ص ٦٢٤.