الذين كفروا بتوحيد الله وصدّوا الناس عن الإسلام، يعني كفار مكّة أضلّ أعمالهم؛ أي أبطلها وأذهبها فلا أجر لهم فيها وكأنّها لم تكن، وأراد بأعمالهم إطعامهم الطعام وصلتهم الأرحام.
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ؛} أي صدّقوا بالقرآن الذي نزل على محمّد، {وَهُوَ الْحَقُّ؛} أي الصدق، {مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ؛} أي غفرها لهم فلا يحاسبون عليها، {وَأَصْلَحَ بالَهُمْ}(٢)؛أي حالهم، قال المبرّد:(البال: الحال).وقال ابن عبّاس:(عصمهم أيّام حياتهم حتّى لم يمنعوا)(٢).
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٣٢٢.وأخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبي بن كعب. (٢) ذكره البغوي في معالم التنزيل: ص ١١٩٤ بلفظ: (حتّى لا يعصوا).