سورة الرّعد مكّيّة عند ابن عبّاس إلاّ آيتين {وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ} وقوله تعالى: {قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} إلى آخرها، وقال قتادة:(هي كلّها مدنيّة).وعدد حروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وستّة أحرف، وكلماتها ثمانمائة وخمس وخمسون كلمة، وآياتها ثلاث وأربعون آية. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:[ومن قرأ سورة الرّعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كلّ سحاب مضى، وكلّ سحاب يكون إلى يوم القيامة، وكان يوم القيامة من الموقنين بعهد الله عزّ وجلّ](١).
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ؛} قال ابن عبّاس: (معنى المر: أنا الله أعلم وأرى).وقوله تعالى: {(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ)} أي هذه آيات القرآن، وقوله تعالى: {(وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ)} هو القرآن أيضا، وقال قتادة:(المراد بقوله {(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ)} الآيات الّتي أنزلت قبل القرآن من التّوراة والإنجيل وسائر الكتب، والمراد ب {(الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ)} القرآن) (٢)، {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ}(١).
قوله تعالى:{اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها؛} أي هو الذي رفع السّماوات، وأقامها واقفة على غير عمد ترونها أنتم كذلك بلا عمد، هكذا قال أكثر المفسّرين، وعن ابن عباس في رواية (بعمد لا ترونها، كأنّه قال: بغير عمد
(١) في تخريج الكشاف للزيلعي؛ قال: (أخرجه الثعلبي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب، وابن مردويه والواحدي بإسناد واه). (٢) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (١٥٢٤٦ و ١٥٢٤٨).