قوله تعالى:{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا؛} أي كما أنزلنا على الأنبياء المتقدمين بلسانهم كذلك أنزلنا اليك القرآن حكما عربيا، والحكم: هو الفصل بين الشيئين على ما توجبه الحكمة، وقد يكون الحكم بمعنى الحكمة، كما في قوله تعالى {وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}(٢) أي الحكم والنبوة.
قوله تعالى:{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ؛} أي دين اليهود وقبلتهم {بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ؛} أي دين الله دين ابراهيم وقبلته الكعبة {ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ؛} أي من ناصر ينصرك، {وَلا واقٍ}(٣٧)؛أي لا دافع يدفع العقاب عنك.
قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً؛} قال ابن عبّاس: (وذلك أنّ اليهود كانوا يعيّرون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتزوّج النّساء حتّى قالوا: لو كان محمّد نبيّنا لشغلته النّبوّة عن تزويج النّساء، فأنزل الله هذه الآية).والمعنى: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك، وجعلنا لهم نساء أكثر من نسائك، وأولادا أكثر من أولادك، كان لداود عليه السّلام مائة امرأة، ولسليمان ثلاثمائة امرأة مهرية وستّمائة سريّة.
قوله تعالى:{وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ؛} أي هل يملك أحد من الرّسل أن يأتي بآية إلا بإذن الله، فإنه سبحانه هو المالك للآيات لا يقدر أن يأتي أحد شيئا منها إلا بإذنه.
(١) في إعراب القرآن: ج ٢ ص ٢٢٥؛ قال النحاس: (أي الذين تخرّبوا على عداوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنون ينكرون ما لم يوافقهم، وقيل: الذين أوتوا الكتاب واليهود والنصارى يفرحون بالقرآن؛ لأنه مصدق بأنبيائهم وكتبهم وإن لم يؤمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم). (٢) مريم ١٢/.