والشفاعة إلى الله في الأخرى تكون بدعائه وسؤاله التجاوز عن سيئات المشفوع له، أو التجاوز به إلى درجة أعلى.
وهي ثابتة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأحاديث كثيرة:
منها حديثا (١٤٧) البخاري ومسلم السابقان في فصل الوسيلة.
ومنها ما في " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:«لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا، وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ»(١٤٨).
ومنها ما في " البخاري " عنه أيضاً؛ أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:«أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ»(١٤٩).
ومنها عن أنس؛ أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:«شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي»(١٥٠).
(١٤٧) تقدم تخريجهما برقم (١١٧ و١١٩). (١٤٨) أخرجه البخاري (١١/ ٩٦/ ٦٣٠٤)، ومسلم (١/ ١٨٨ - ١٩٠/ ١٩٨) وقال: " يوم القيامة " بدل " في الآخرة "، وهي عند البخاري أيضاً (١٣/ ٤٤٧/ ٧٤٧٤). (١٤٩) أخرجه البخاري (١١/ ٤١٨/ ٦٥٧٠) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (١٥٠) صحيح: أخرجه أحمد (٣/ ٢١٣ - مصورة المكتب)، وأبو داود (٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، والترمذي (٧/ ١٢٧/ ٢٥٥٢)، وابن حبان (١٤/ ٣٨٧/ ٦٤٦٨)، والحاكم (١/ ٦٩)، والطبراني (١/ ٢٥٨/ ٧٤٩) عن أنس به، وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب "، وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "، وصححه ابن خزيمة وقال البيهقي: " إنه إسناد صحيح "؛ كما في " مقاصد السخاوي " (٥٩٧). وله شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم جابر عند الترمذى وأبن ماجه، وابن عباس عند الطبراني، وابن عمر وكعب بن عجرة عند الخطيب وغيره.