سرحة بطريق مكة، فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؛ فقلت: أردت ظلها. فقال: هل غير ذلك؛ فقلت: لا؛ ما أنزلني إلا ذلك. فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى (وَنَفَخَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ)؛ فَإِنَّ هُنَالِكَ وَادِيًا، يُقَالُ لَهُ: السُّرَرُ، بِهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا» " (٤١).
و (السرحة) كتمرة: شجرة طويلة ذات أغصان، و (الأخاشب): جبال مكة ومنى، و (الأخشبان) هنا: ما تحت العقبة بمنى وفوق مسجدها، و (نفخ): أشار، و (السرر) بضم السين وكسرها، و (سر) بالبناء للنائب: يحتمل أن يكون من السرة؛ أي: قطعت سرتهم هنالك، وقال مالك وابن حبيب: هو من السرور؛ أي: بشروا عندها بالنبوة.
ودل الحديث على التبرك بمواضع النبيين، كما قاله الزرقاني في " شرحه " (٢/ ٢٨٥).
٣ - وفي " الصحيحين " عن ابن عمر رضي الله عنهما: " كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يزور قباء راكباً وماشياً، فيصلي فيه ركعتين " (٤٢).
(٤١) ضعيف منكر: أخرجه مالك في " الموطأ " (٢/ ٣٩٩، برقم: ٩٧٨ - بشرح الزرقاني)، وعنه النسائي في " سننه " (٥/ ٢٤٨ - ٢٤٩ - بشرح السيوطي) عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه به. وهذا سند ضعيف لجهالة محمد وأبيه عمران. قال الذهبي في ترجمة محمد من " الميزان " (٣/ ٦٧٢): " لا يُدرى من هو ولا أبوه! "، وقال الحافظ في " التقريب " (٢/ ١٩٧): " مجهول "، وقال في عمران (٢/ ٨٥): " مقبول " يعني عند المتابعة، وإلّا؛ فليّن الحديث، كما نصّ عليه في المقدمة، وقال الذهبي فيه (٣/ ٢٤٥): " لا يُدرى مَنْ هو! تفرد عنه ابنه محمد، وحديثه في " الموطأ "، وهو منكر ". وانظر: " ضعيف سنن النسائي " (١٩٦) للألباني. (٤٢) أخرجه البخاري (٣/ ٦٨ و٦٩/ ١١٩١ و١١٩٣ و١١٩٤)، ومسلم (٢/ ١٠١٦ و١٠١٧/ ١٣٩٩).