٢ - ما روي عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنه خطب فلم يجلس بين الخطبتين (١) .
ووجه الدلالة كالذي قبله.
مناقشة هذا الدليل: يناقش بأنه لم يتحقق ثبوته كما تقدم عند تخريجه (٢) وإن ثبت فهو فعل صحابي، وهو مختلف في الاحتجاج به.
٣ - ما روي عن عبد الله (٣) بن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يخطب خطبة واحدة، فلما ثقل - أي أسن - جعلها خطبتين وقعد بينهما (٤) .
(١) تقدم تخريجه ص (٤٣) . (٢) ص (٤٣) . (٣) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفقه في الدين وتعليمه التأويل، فكان يسمى " حبر الأمة "، ولاه علي على البصرة، وتوفي سنة ٦٨ هـ. (ينظر: أسد الغابة ٣ / ١٩٢، والإصابة ٤ / ٩٠) . (٤) هكذا ذكره الكاساني في بدائع الصنائع ١ / ٢٦٣ مستدلا به لهذا القول، ولم يعزه لشيء من كتب السنة والآثار، ولم أطلع عليه فيما بين يدي منها، وذكره في التمام ١ / ٢٣٥ حديثا ولم يعزه أيضا، ولم أطلع عليه فيما بين يدي من كتب السنة بهذا اللفظ.