دليل أصحاب القول الثاني: ما رواه الشعبي (١) قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس فقال:(السلام عليكم) ، ويحمد الله، ويثني عليه، ويقرأ سورة، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، ثم ينزل، وكان أبو بكر وعمر يفعلانه» (٢) .
وجه الدلالة: ظاهر الحديث يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قرأ في الخطبة الأولى فقط، ووعظ في الثانية، وهذا يدل على أن محل قراءة القرآن في الخطبة الأولى (٣) .
مناقشة هذا الدليل: يناقش من وجهين:
الوجه الأول: أنه مرسل، لأن الشعبي تابعي، فهو لم يولد إلا في خلافة عمر - رضي الله عنه - كما في ترجمته، فلا يصلح
(١) هو عامر بن شراحبيل الهمذاني، الكوفي، علامة التابعين، يكنى بأبي عمرو، ولد في خلافة عمر، وكان إماما، حافظا، فقيها، ثبتا، قال فيه الحبّال: كان واحد زمانه في فنون العلم، توفي سنة ١٠٣هـ وقيل غير ذلك. (ينظر تذكرة الحفاظ ١ / ٧٩، وتهذيب التهذيب ٥ / ٦٥) . (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الصلوات - باب الإمام إذا جلس على المنبر يسلم ٢ / ١١٤، وعبد الرزاق في مصنفه في كتاب الجمعة - باب تسليم الإمام إذا صعد ٣ / ١٩٣ مختصرا وهو مرسل. (٣) ينظر: المغني ٣ / ١٧٤.