للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسيرٌ، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرُ﴾ [الحج: ٣٩] (١).

أهل الحديث هم أهل النبي وإن … لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

دين النبي محمد أخبار … نعم المطية للفتى آثار

لا تعدل عن الحديث وأهله … فالرأي ليل والحديث نهار

أهل الحديث، حفظوا - بحفظ الله - ما تلقوه من النقل عن الصحب الكرام، فوفق الله لهذا النقل وهذه السنة حفاظاً عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فظهرت هذه الطائفة على غيرها بما تحمله من الحق، فمهما ظهر الباطل وعلا، فإنها ظاهرة منصورة، وقد جعل الله هذه الطائفة المنصورة حراس الدين، وصرف عنهم كيد المعاندين؛ لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين، فشأنهم حفظ الآثار، وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار، في اقتباس ما شَرَّعَ الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى، قبلوا شريعته قولا وفعلا، وحرسوا سنته حفظاً ونقلا، حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها، فكما أن هذه الشريعة المباركة معصومة، وصاحبها معصوم، فكذلك أمته فيما اجتمعت عليه معصومة (٢)، وكم من ملحد يروم (٣) أن يخلط بالشريعة ما


(١) مقتبس من مقدمة الخطيب البغدادي في «شرف أصحاب الحديث» ص ٨ - ٩.
(٢) انظر: الموافقات ٢/ ٩١ للشاطبي.
(٣) رامه يرومه روما ومراما: طلبه. «المعجم الوسيط» (ر ا م).

<<  <   >  >>