وذَكَرَ في "العناية"(١): أنَّ البَعْرَ (٢) والروثَ وَخَثيَ البقرِ طاهِرٌ.
وقال ابنُ أبي ليلى (٣): السرقينُ (٤) ليسَ بشيءٍ، قليلُه وكثيرُه لا يَمنَعُ.
"جص" ثَوبٌ أصابَه من بولِ الفرسِ: لم تَفسُدِ الصلاةُ ما لم (٥) يَفحُش عندَ أبي حنيفةَ وأبي يوسفَ.
وقال مُحمَّدٌ: لا تَفسُدُ وإن فَحُشَ، كذا في "الهداية".
"تف" روى أبو يُوسُفَ عن أبي حنيفةَ: أنَّه قال: سألْتُ أبا حنيفةَ عن الكثيرِ الفاحِشِ، فكرِهَ أن يَحُدَّ فيه حَدًّا، وقال: الكَثيرُ الفاحِشُ ما يَستفحِشُه الناسُ ويَستكثِرونَهُ.
"قن" قيل: بولُ الفرسِ نجاسةٌ غَليظةٌ.
وذُكِرَ في "قنية الفتاوى": أنَّ تُركيًّا أمسَكَ فرسَه، فبالَ فرسُه في السوقِ، فنفرَ
(١) زاد في (ص): (أن مالكًا يقول)، وهو كذلك في العناية (١/ ٢٠٥). (٢) "البَعَرُ لِلإبل، ولكلّ ذي ظلف، إلّا للبقر الأهليّ، فإنه يَخْثِي. والوحشيّ يَبْعَرُ. ويقال: بَعَرُ الأرانبِ وخراها. والمبعارُ: الشاةُ أو النّاقة تُباعِرُ إلى حالبها، وهو البُعار على فُعال بضمّ الفاء، لأنّه عيب. وقال: بل المبعار: الكثيرة البَعَر". العين (٢/ ١٣١). (٣) (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يسار (وقيل: داود) ابن بلال الأنصاريّ الكوفيّ: قاضٍ، فقيةٌ، من أصحاب الرأي). وَلِيَ القضاء والحكم بالكوفة لبني أمية، ثم لبني العباس. واستمرّ ٣٣ سنة تـ: (١٤٨ هـ) "الأعلام" (٦/ ١٨٩). (٤) "سرقن: السِّرْقِين والسَّرقين: مَا تُدْمَلُ بِهِ الأَرضُ، وَقَدْ سَرْقَنَها. التَّهْذِيبِ: السَّرْقين مُعَرَّبٌ، ويقال سِرْجين". لسان العرب (١٣/ ٢٠٨). وفي القاموس المحيط، (١٢٠٥): "السِّرْجِينُ والسِّرقِينُ، بكسرهما: الزِّبْلُ، مُعَرَّبا سَرْكينِ، بالفتح"، وهو الزبل والبعر المجتمع الذي قد يُسمَّد به الزرعُ، ويستعمَلُ في إيقاد النار للطعام ونحو ذلك، ويُنطق بالجيم المصريّةِ لا الشاميّة العربيّة. (٥) في (ص) و (س): (حتى)، وفي الأصل: وضع تحتها (حتى).