البابُ العاشرُ في آدابِ السالكينَ مِنْ أهلِ الطريقةِ
اعلموا إخواني في الهدايةِ (١)، وأعواني على التقوى: وفَّقنا الله وإيَّاكُم للترقِّي مِنْ حَضِيضِ البشريَّةِ إلى ذُروةِ المَلكيَّةِ، ورزقنا وإيَّاكُم التخلِّي عن صِفاتِ الناسوتيَّة، والتحلِّي بِصِفاتِ اللاهوتيَّة:
إذا حَصَلَ لِلعَبدِ المُكلَّفِ العِلمُ الذي لا بُدَّ مِنْهُ مِن عِلمِ التوحيدِ وعِلمِ العِبادةِ: يجبُ عليه التوبةُ والإنابةُ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّه إذا كانَ صاحِبَ جناياتٍ وذنوبٍ، كيف يُقبِلُ على العباداتِ (٢)، وهو مُصِرٌّ على المناهِي، ومُتَلَطِّخٌ بأقذارِ المعصيةِ؟!
فيَجِبُ أوَّلًا: أن يتوبَ من المعاصِي، حتَّى يَصلُحَ للخدمةِ وبساطِ القُربَةِ، ويحصُلَ له توفيقُ الطاعةِ.