في معرض بحث الاستواء لله تعالى على ما يليق بجلاله، قال:
(ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً - إذا هم رغبوا إلى الله عز وجل في الأمر النازل بهم - يقولون: يا ساكن العرش) اهـ.
وهذا تعبير غير سليم؛ لأن القاعدة أن الصفات والأسماء توقيفية، وهذا اللفظ:(ساكن العرش) مما لم يرد، فلا يشرع إذاً الدعاء به فتنبه. والله أعلم.
والشيخ - رحمه الله تعالى - أراد المعنى: علو الله سبحانه وأنه مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى، وهذا حق.
يا سبحان:(١)
قال الخطابي: في شأن الدعاء:
(ومما يسمع على ألسنة العامة، وكثير من القصاص قولهم: يا سبحان، يا برهان، يا غفران، يا سلطان، وما أشبه ذلك.
وهذه الكلمات، وإن كان يتوجه بعض في العربية على إضمار النسبة بذي، فإنه مستهجن، مهجور؛ لأنه لا قدرة فيه. ويغلط كثير منهم في مثل قولهم: يا رب طه، ويس، ويا رب القرآن العظيم. وأول من أنكر ذلك ابن عباس: فإنه سمع رجلاً يقول عند الكعبة: يا رب القرآن، فقال:
مه! إن القرآن لا رب له، إن كل مربوب مخلوق) اهـ.
يا سلطان:
مضى في: قولهم: يا سبحان.
يا سيد:
انظر: سيد، من حرف السين.
يا سيدي:(٢)
فيه أمران:
١. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:
(وقد نقل عن مالك أنه قال: أكره للرجل أن يقول في دعائه: ياسيدي! يا حنان! يا حنان! ولكن يدعو بما
(١) (يا سبحان: شأن الدعاء ص / ١٧ - ٢٠. (٢) (يا سيدي: الفتاوى: ١ / ٢٠٧، ١٠ / ٢٨٥، ٢٢ / ٤٨٣. البيان والتحصيل ١ / ٤٥٦، ١٦ / ٤٠٠، ١٧ / ٤٢٣. الجامع لشعب الإيمان ٩ / ١٧٧، ٤٣٢. جامع العلوم والحكم لابن رجب: ٢٧٤ في شرح الحديث العاشر للذهبي: ٨ / ٩٥.