قولهُ:(والشَّكُّ في الأخذِ)(٤) إلى آخره، أي: إنْ وقعَ فاعتبارُ الوحدةِ ... إلى آخرهِ.
قولهُ:(لأنَّ عدمَ غيرِهِ هو الأصلُ)(٥)، قالَ ابنُ الصلاحِ عقِبَهُ:((ولكنْ ذَكرَ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ المدينيُّ الإمامُ عنْ شيخِهِ يحيى بنِ سعيدِ القطَّان)) (٦) فذكرَهُ إلى قولهِ: ((على الناقصِ)) فقالَ: ((لأنَّ عدم الزائدِ هو الأصل)) (٧)، وهذا لطيفٌ. انتهى (٨).
لكنْ يمنعُ من هذا أنَّ الألفاظَ صارتْ - بعدَ تخصيصِ كلٍّ منها بمعنى - متباينةَ المعاني، فمتى أبدلَ منها لفظاً بآخرَ احتملَ أنْ يخبرَ بهِ عما لم يكنْ، مثلاً إذا غَيَّرَ ((حدَّثنا)) بـ ((حدّثني)) كانَ كأنَّه قال: حدَّثني من لفظِهِ وأنا وحدي، وقد يكونُ ذلك كذباً، وكذا عكسُهُ؛ فإنَّ معناهُ: حدَّثني من لفظِهِ وأنا في جماعةٍ، والفرضُ أنَّه
(١) عبارة: ((في السماع)) لم ترد في (ف). (٢) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٤٠٣. (٣) معرفة أنواع علم الحديث: ٢٥٩. (٤) التبصرة والتذكرة (٤٠٩). (٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٤٠٤. (٦) معرفة أنواع علم الحديث: ٢٥٩. (٧) معرفة أنواع علم الحديث: ٢٥٩. (٨) لم ترد في (ب) و (ف).