قالَ في " النكتِ ": ((وقد صنَّفَ الحافِظُ أبو بكر الخطيبُ، وغيرهُ في روايةِ الصَحابةِ عَن التابعينَ، فبلغوا جَمعاً كَثيراً، إلا أنَّ الجوابَ عَن ذَلِكَ: أن روايةَ الصَحابةِ عَن التابعينَ (٥)، غالبُها ليست أحاديثَ مرفوعةً، وإنما هيَ مِن الإسرائيلياتِ، أو حكاياتٍ، أو موقوفاتٍ، وبلَغني أنَّ بعضَ أهلِ العلمِ أنكرَ أنْ يكونَ قَد وَجَدَ شَيئاً مِن روايةِ الصَحابةِ، عَن التابعينَ، عَن الصَحابةِ، عَن النَبي - صلى الله عليه وسلم -، فرأيتُ أنْ أَذكرَ هنا ما وقعَ لي مِن ذَلِكَ للفائدةِ، فمِن ذَلِكَ:
حَديثُ سهلِ بنِ سَعدٍ، عنْ مروانَ بنِ الحَكمِ، عَن زيدِ بنِ ثابتٍ:((أنَّ النَبي - صلى الله عليه وسلم - أملى عليهِ:{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٦) فجاءَ ابنُ أمِّ مكتومٍ ... ))
(١) التقييد والإيضاح: ٧٩ - ٨٠. (٢) عنى بهِ الأستاذ أبا إسحاق الإسفراييني. (٣) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢١٣ - ٢١٤. (٤) وقد جمع العراقي في كتابهِ "التقييد والإيضاح" العديد من هذه الروايات فانظرها في صفحة ٧٦ - ٧٩. (٥) من قوله: ((فبلغوا جمعاً كثيراً ... )) إلى هنا سقط من (ف). (٦) النساء: ٩٥.