للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قولُهُ: (ووجهُ الاعتراضِ عليهِ) (١) لا يقالُ: الجَوابُ عَنهُ أنَّهُ أرشدَ إلى / ١١٨ أ / بقيةِ كَلامِ الشَافِعي، ليعلمَ بقيةَ الشُروطِ؛ لأنا نقولُ: العَادةُ في مثلِ هَذا أنْ يكونَ الكَلامُ المطويُ لا حاجةَ إليهِ في المسألةِ المَذكورةِ.

قَولُه: (كبارُ التابعينَ) (٢) الظاهرُ أنَّ المعيارَ إنَّما هوَ كَونُ جل رواية التَابِعي عَن الصحابةِ، ولو كانَ صَغيراً، وَأمَّا إذا كانَ جُلُّ روايتهِ عَن التابعينَ؛ فإنَّه لا يقبلُ مرسلُه ولو كانَ كبيراً (٣)، وإلى ذلِكَ يرشد كَلامُ الشّافِعي الآتي في قولهِ: ((والآخر: كثرةُ الإحالةِ ... )) إلى آخرِه.

قولُهُ: (معَ وجودِ الشَرطينِ) (٤)، أي: فَهذهِ الثلاثةُ شُروطٍ معتبرةٌ، معَ كلِ قرينةٍ منَ السبعِ، التي قَوَّى بهَا الشّافِعي المرسَلَ (٥).

قولُهُ: (بإسنادَيهما إليهِ) (٦) عجيبٌ! أمَّا أولاً: فإنَّ كلاً منَ الطَريقينِ ينتهي إلى الأصمِّ (٧)، فالإسنادَان ينتهيانِ حينئذٍ إلى الأصمِّ، ومِن ثَمَّ إلى الشّافِعي طريقٌ واحدَةٌ وهيَ: الربيعُ عنِ الشّافِعيّ.


(١) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٠٩.
(٢) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٠٩.
(٣) في (ب): ((كثيراً)).
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٠٩.
(٥) انظر الرسالة فقرة (١٢٦٣) وما بعدها.
(٦) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٠٩.
(٧) هو أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النيسابوري الأصم، ولَد المحدّث الحافظ أبي الفضل الورّاق، كان حسن الأخلاق كريماً ينسخ بالأجرة، ورحل
إليه خلق كثير، قال الحاكم: ((ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه، توفي سنة (٣٤٦) هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٥/ ٤٥٢، وشذرات الذهب ٢/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>