على رواةِ البخاري: فبعضهم يقولُ فيهِ: ((حدثنا عفانُ)) وبعضهم يقولُ: ((قالَ عفانُ)) (١) وأخرجَ عنه بالوسائطِ كثيراً (٢)(٣).
قولهُ:(وعلى هذا)(٤) الإشارةُ إلى قولِ ابنِ الصلاحِ: ((قال القعنبيُّ: قالَ عفانُ)) (٥) بالنسبةِ إلى من أخذَ عنهما.
قولهُ:(وقالَ فلانٌ وهو تدليسٌ)(٦) غيرُ صحيحٍ، وقد تقدّمَ الانفصالُ عن ذلكَ بتفصيلِ الخطيبِ.
قوله:(وكذلكَ مسلم)(٧) غيرُ صحيحٍ، فإنَّ مسلماً لا يستعملُ ((قالَ)) (٨) فيما يرويهِ عن شيوخهِ، قالَ الشّيخُ في " النكتِ ": ((وهو مردودٌ عليهِ
- أي: ابنِ منده - (٩)، ولم يوافقهُ عليهِ أحدٌ علمتُه، والدليلُ على بطلانِ كلامه أنَّه ضمَّ مع البخاريِّ مسلماً في ذلكَ، ولم يقل مسلمٌ في " صحيحهِ " بعدَ المقدمةِ عن أحدٍ من شيوخه: قالَ فلانٌ، وإنما رَوَى عنهم بالتصريحِ، فهذا يدلُّك على توهينِ كلامِ ابنِ
(١) وقع هذا في حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: ((قلت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة .... )) فقد ورد في صحيح البخاري بصيغة: ((حدثنا عفان)) وورد في تحفة الأشراف بصيغة: ((قال عفان)) قال ابن حجر في النكت: ((وقع في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة: حدثنا عفان، وكذا في سماعنا من طريق أبي الوقت)). تحفة الأشراف مع النكت الظراف (١٠٤٧٢). (٢) عبارة: ((وأخرج عنه بالوسائط كثيراً)) لم ترد في (ك). (٣) انظر على سبيل المثال: صحيح البخاري ٩/ ١١٧ (٧٢٩٠). (٤) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٤٤. (٥) معرفة أنواع علم الحديث: ٩٣. (٦) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٤٥ وهو كلام ابن منده. (٧) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٤٥ وهو كلام ابن منده أيضاً. (٨) لم ترد في (ك). (٩) ما بين الشارحتين جملة توضيحية من البقاعي.