وإذا قال له الشّيخُ: أَفَهِمْتَ؟ فلا يقلْ: نَعَمْ، حتى يتضحَ لهُ المقصودُ اتضاحاً جليلاً؛ لئلا يكذبَ ويفوتهُ الفهمُ.
ولا يَستَحيي من قولهِ: ((لِمَ))؟، ومن قولهِ:((لم أفهمْ))؛ لأنّ استثباتَهُ يُحصِّلُ لهُ مصالحَ عاجلةً وآجلةً، فمن العاجلةِ: حفظهُ للمسألةِ، وسلامتُهُ من كَذبٍ ونِفاقٍ، بإظهارِ فهمِ ما لم يكنْ فهمَهُ.
وإذا سمعَ الشيخَ يقولُ مسألةً أو يَحكيَ حكايةً وهو يحفظُها: يُصغي لها إصغاءَ مَن لا يحفظُها إلا إذا عَلِمَ من حالِ الشيخِ إيثارَهُ عليهِ بأنّ المتعلِّمَ حافِظُها)) (٤).
(١) هو في صحيح البخاري ٥/ ٤٥ (٣٨٠٩) و٦/ ٢١٦ (٤٩٥٨) و٦/ ٢١٧ (٤٩٦٠) و (٤٩٦١)، وصحيح مسلم ٢/ ١٥٠ (٧٩٩) (١٢٢) و٢/ ١٩٥ (٧٩٩) (٢٤٦) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -. (٢) البينة: ١. (٣) المجموع شرح المهذب ١/ ٧٠ - ٧١، والكلام بعده للنووي أيضاً، لكن في موضع آخر كما سيأتي. (٤) المجموع شرح المهذب ١/ ٨٦.