جرير: الجبار المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم. وقال قتادة: المتكبر يعني عن كل سوء ثم قال تعالى: ﴿سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ وقوله تعالى: ﴿هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ الخلق التقدير والبرء هو الفري، وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود وليس كل من قدر شيئا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله ﷿. قال الشاعر يمدح آخر:[الكامل] ولأنت تفري ما خلقت وبعض … القوم يخلق ثم لا يفري (١)
أي أنت تنفذ ما خلقت أي قدرت، بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع ما يريد، فالخلق التقدير والفري التنفيذ، ومنه يقال قدر الجلاد ثم فرى أي قطع على ما قدره بحسب ما يريده. وقوله تعالى: ﴿الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد، والصورة التي يختار كقوله تعالى: ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾ ولهذا قال ﴿الْمُصَوِّرُ﴾ أي الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها.
وقوله تعالى: ﴿لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى﴾ قد تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف. ونذكر الحديث المروي في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ«إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر»(٢) وتقدم سياق الترمذي وابن ماجة له عن أبي هريرة أيضا وزاد بعد قوله: «وهو وتر يحب الوتر». واللفظ للترمذي:
(١) البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٩٤، ولسان العرب (خلق)، (فرا)، وتهذيب اللغة ٧/ ٢٦، ١٥/ ٢٤٢، ومقاييس اللغة ٢/ ٢١٤، ٤/ ٤٩٧، وديوان الأدب ٢/ ١٢٣، وكتاب الجيم ٣/ ٤٩، والمخصص ٤/ ١١١، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٦١٩، وتابع العروس (فرا) (٢) أخرجه البخاري في الدعوات باب ٦٩، ومسلم في الذكر حديث ٥، ٦ وأبو داود في الوتر باب ١، والترمذي في الوتر باب ٢، والنسائي في قيام الليل باب ٢٧، وابن ماجة في الإقامة باب ١١٤.