بندار عن عفان وعبد الصمد كلاهما عن حماد بن سلمة به، ثم قال: حسن غريب من حديث أنس ﵁.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا محمد بن سليمان، -لوين-حدثنا محمد بن جابر عن سماك عن حنش عن علي ﵁ قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي ﷺ دعا النبي ﷺ أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال: «أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليهم» فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟ فقال «لا ولكن جبريل جاءني فقال:
لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» (١) هذا إسناد فيه ضعف، وليس المراد أن أبا بكر ﵁ رجع من فوره بل بعد قضائه للمناسك التي أمره عليها رسول الله ﷺ كما جاء مبينا في الرواية الأخرى.
وقال عبد الله أيضا: حدثني أبو بكر، حدثنا عمرو بن حماد عن أسباط بن نصر عن سماك عن حنش عن علي ﵁، أن رسول الله ﷺ حين بعثه ببراءة قال: يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب قال: «لا بد لي أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت» قال: فإن كان ولا بد فسأذهب أنا، قال:«انطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك» قال: ثم وضع يده على فيه (٢).
وقال الإمام أحمد (٣): حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع رجل من همدان، سألنا عليا بأي شيء بعثت؟ يعني يوم بعثه النبي ﷺ مع أبي بكر في الحجة، قال: بعثت بأربع:
لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي ﷺ عهد فعهده إلى مدته، ولا يحج المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا، ورواه الترمذي (٤) عن قلابة عن سفيان بن عيينة وقال: حسن صحيح كذا قال، ورواه شعبة عن أبي إسحاق فقال: زيد بن يثيع وهم فيه، ورواه الثوري عن أبي إسحاق عن بعض أصحابه عن علي ﵁.
وقال ابن جرير (٥): حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال: بعثني رسول الله ﷺ حين أنزلت براءة بأربع: أن لا يطوف بالبيت عريان، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين رسول الله ﷺ عهد فهو إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ثم رواه ابن جرير (٦) عن محمد بن عبد الأعلى عن
(١) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٥١. (٢) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٥١. (٣) المسند ١/ ٧٩. (٤) كتاب التفسير، تفسير سورة ٩، باب ٥. (٥) تفسير الطبري ٦/ ٣٠٦. (٦) تفسير الطبري ٦/ ٣٠٦.